أجرت وسائل الاعلام المحلية مساء الاحد الماضي لقاء مع فخامة الرئيس اسياس افورقي ، تناول فيه التطورات في اثيوبيا ، وما آلت اليه سياسات واشنطن من فشل ، وادى الى هزيمة زمرة وياني واجبارها على التوقيع في بريتوريا بتجريد اسلحتها للانصياع للقانون والعمل في اطار جمهورية اثيوبيا الفيدرالية، فإلى ما جاء في اللقاء.
فخامة الرئيس كما هو معلوم الاوضاع في إثيوبيا تؤثر على الإقليم عامة ،وعلينا نحن بشكل مباشر،وفي المقابلة التي أجريناها معك في العام الماضي كنت قد أوضحت بأن عربدة زمرة الوياني لم تنتهي بعد، و كنت قد تحدثت عن المؤامرات التي قام بها مشغلي الزمرة لبعث الروح فيها،وبشكل مطابق لتوضيحك السابق قامت زمرة الوياني بعربدة ثالثة في الخريف الماضي بعد فشل عربداتها الأولى والثانية، وفي الأخير أرغمت هذه الزمرة على أن توقع على إتفاقية برتوريا لتجريد أسلحتها، ما هي بالضبط التطورات السياسية والعسكرية التي أدت الى ذلك وماهي أيضا إنعكاستها المستقبلية؟
للتحدث عن هذا الموضوع يخطر ببالك في البداية طرح سؤال ما الداع لشن هذه الحرب ؟؟.. لفهم ما ادى الى المحاولة الثالثة للمقامرة والعربدة الأخيرة ،يتطلب الرجوع إلى الوراء لفهمها بعمق.وللتحدث على أنه تم القيام بالمحاولة الأولى والثانية ولماذا تم القيام بالمحاولة الثالثة وما الداعي لذلك،يكمن القول بأن السلام الذي جاء بين أرتريا وإثيوبيا في البداية، جاء بعد أن إنتهت اللعبة.ولكن مجيئ السلام لم يبعث السكينة لزمرة الوياني ، وبالأخص زمرة واشنطن،لأن مجيئ السلام بين إرتريا وإثيوبيا يسبب القلق بالنسبة لهم.فعندما جاءت تطورات السلام تلك كان موقفهم واضحاً بغض النظر عن كيف تحقق، ومن أين أتى وشرحهم الزائف بخصوصه. لذلك كان عليهم إعاقة السلام عبر خادمهم زمرة الوياني التي خدمت أجندتهم خلال ألاعوام الثلاثين الماضية وأغرقت بذلك إثيوبيا في مستنقع لا يخفى على أحد وما آلت اليه ،و كما يشاهد على ارض الوقع. لذلك عملت زمرة الوياني كعميلة بكل ماتملك ، لكن نفد مقدورها وقدراتها ولم تنجح ،وبالتالي كان يتوجب أن تخرج من المسرح.ولكن من يشغلون الوياني لم يناموا مطمئنين على ذلك،ففي الوقت الذي تأكد فيه إنتهاء اللعبة فكروا في كيفية إثارتها من جديد، فحدثت العربدة الأولى.فبغض النظر عن أن الزمرة هل كان لديها الإمكانية للقيام بالعربدة ام لا،لم تخفى علينا المؤامرات التي كانت تدبر منذ البداية. ففي لقاء أم حجر وإن كنت غير راغب في مقابلة مسؤول الزمرة،ولكن في الأخير قررت في الساعة الأخيرة أن أساله حتى ولو لدقيقتين أو لنصف دقيقة.فسألته لماذا تتجهزون لشن حرب وما الداعي لذلك،وقلت له هذا يجب ألا يحدث،ولكن لم يجد ذلك السؤال جواب شافياً حينها في ذلك اللقاء الذي لم يستغرق دقيقة أو دقيقتين.
جاءت بعد ذلك العربدة المدعومة بالصواريخ ، وتم وضع خرائط لضرب 72 هدفاً في أرتريا ،أنها عربدة غريبة لم يتم بعد شرحها كاملة ، لكن يجب شرحها عندما يتاح الوقت المناسب لها.فعندما ننظر إلى التجهيزات التي كانت تجري حينها لتنفيذ العربدة الأولى يمكن أخذها بأنها كانت كمحاولة التاجر المفلس. على اية حال أنهم أجروا إستعدادات كاملة لتلك العربدة التي صممت لإعاقة عملية السلام ، وخلق وضعية معاكسة وفق الذي كانوا يتخيلونه .كان إعتقادهم وهدفهم من تلك المحاولة لايختلف عن الحروب التي شنوها من قبل ‘ إذ أنها كانت محاولة نابعة من تقديرات وحسابات خاطئة ، وأنها مسرحيات كما لحظنا بالأمس.ولكن بناء على السياسة الخاطئة لزمرة واشنطن جاء المفهوم الخاطئ لزمرة الوياني ليدعمها وبدؤوا الحرب متخيلين أنهم سيحققون الكثير.إعتقدوا أن قصف أسمرا بالصوريخ سيحقق لهم معجزة عظيمة،فالسفير الذي كان في أسمرا كان مغتبطاً يطلق الصفارة ويصفق في نفس الوقت الذي جرى فيه القصف وكأنه في إحتفال بهيج. إن قيامه بذلك يمكن أن يستعصي فهمه على الذي يراقب الوضع من الخارج ، لكن ليس غريباً على من يفهم عمق المسألة.
إنتهت تلك العربدة الأولى بالفشل وكنا لا نستغرب من أن الزمرة ستقامر مرة أخرى، وسوف تخسر مثل المقامر الخاسر الذي لايبالي بالخسارة ، ويستلف ليقامر من جديد. أن زمرة الوياني تعتمد على مشغليها ومآزريها من الخارج وتعمل وفق أوامرهم. فإن فشل العربدة الأولى بالنسبة لهم لا يعني الإنتهاء ، بل الإصرار على المواصلة .فإذا نظرنا إلى الكيفية التي إنتهت بها العربدة الأولى ، يمكن التحدث عنها بإسهاب ، لكونها شهدت عوامل كثيرة، لكن في نظرنا أن المشكلة التي كان يجب حلها بسهولة لم تحل،حيث سارعوا من هنا وهناك وأعاقوا السير الذي كان من المفترض أن يؤدبهم ويلقنهم الدرس .
بعد فشل عربدتهم الأولى فكروا في خيار اخر تمثل في دخول منطقة كمبولشا ومن ثم الذهاب إلى أديس أبابا ، وأكملوا خططهم وإستعداداتهم للقيام بذلك ، ظناً منهم بانها فرصة ثانية يجب إغتنامها. ظنوا أنهم يحققون مآربهم بخوض العربدة في مواقع شاسعة بعد أن فشلوا في تحقيقها في المحاولة الأولى،والذي يدعو للسخرية أن تلك العربدة كانت بمثابة فعلة الأبله الذي يلعب بعد إنتهاء اللعبة.ظنوا حينها إنهم وجدوا الفرصة وقالوا هلموا بنا إلى الجنوب لشن العربدة الثانية. فإذا عدنا للوراء ونظرنا إلى الإمكانيات التي جمعت حينها من الشعب والقوة البشرية التي تم إستنفارها قسراً للزج بها في تلك العربدة، زادت الحسابات الخاطئة سوءاً .كانوا يطلقون تصريحات من المكان الضيق الذي دخلوه بانهم يمتلكون القدرة لجعل من قصدوه بتلك العربدة خارج نطاق الحياة ، ودخلوا في العربدة بتضخيم قدراتهم أكثر من اللازم.وفي الأخير كانت نتيجة تلك العربدة مفهومة،حيث كان تصرفهم ذلك غير عقلاني ،بل ما هوإلاّ فعل جنوني لكونهم فكروا في إعاقة التطورات بالدخول إلى مواقع واسعة لايعرفونها ولايستطيعون السيطرة عليها ، وحتى بالوصول إلى أديس أبابا بالنظر الى بعدهم عن الخلفية المساندة، انه حقاً جنون كبير..!!.
وعندما قاربت تلك العربدة إلى الإنتهاء وفشلت الوياني عبر الهجوم المعاكس تمت أيضاً إعاقة التقدم بلعبة دبرتها زمرة واشنطن ،حيث قيل حينها أن الهجوم المضاد يجب ألا يدخل إقليم تقراي.أنه أمر يصعب فهمه ،حيث فشلت ايضاً الفرصة الثانية . قلنا أن المدمن لا يتخلى عن إدمانه وبالتالي علينا أن ننتظر ربما ستأتي عربدة ثالثة .وكما أعتقدنا إنخرطت الزمرة ومشغليها في التجهيزات لخوض عربدة ثالثة ، وجمعت بالخدع والإجبار قوة بشرية لاحصر لها ، وبدعم ضخم من الخارج لتنفيذ ذلك.قاموا أيضاً بحملة دعائية لشن العربدة بأنها حاسمة وختامية كما كان يدعي نظام الدرق . كانت التجهيزات والإستعدادات التي أجريت لشن العربدة الثالثة ضخمة وغريبة جداً.إنه لأمر يجعلك تضحك بداخلك ويجعلك تتساءل هل المرء ولو أصيب بالجنون يمكنه أن يخطئ بهذا القدر والمستوى ؟.على اية حال أجروا تجهيزات ضخمة على أمل أن لا تضيع منهم الفرصة الثالثة ، مثل ما فقدوا فرص العربدتين الأولى والثانية،وكانت زمرة واشنطن الداعم الأكبر لتلك التجهيزات.لأن زمرة واشنطن كانت غير راضية عن التحول الذي حدث في البداية ، وبالتالي كان عليها أن تعمل على إعاقة هذا التحول بقدر الإمكان، ولم تجد من يكون أداة إلاّ عميلتها زمرة الوياني لتنفيذ ذلك.وبالفعل لم تستحي زمرة الوياني في أن تخدم أجندتهم بإجبار وخداع شعب تقراي ،وبفبركة وتصويرآمال بعيدة المنال.شملت التجهيزات للعربدة الثالثة التي سميت بالأخيرة والحاسمة ،فتح جبهات بإتجاه الغرب والشرق ،بالإضافة إلى التركيز على شن الحرب على الشمال والجنوب.فإذا نظرنا إلى التجهيزات التي أجريت في الأراضي السودانية كانت كبيرة جداً، لأن الخطة الإستراتيجية للزمرة ومشغليها كانت تهدف إلى فتح الحدود مع السودان.لذلك كانت عملية التجهيز في الاراضي السودانية تتطلب إقامة قوة ضخمة أو بناء جيش جديد بجمع اللاجئين من المعسكرات ، وبسحب اعضاء الجيش الذين كانوا يعملون ضمن قوات حفظ السلام في دارفور ومواقع أخرى، كان كل ذلك لفتح الحدود الغربية بتلك القوة التي تم تجهيزها في السودان.تمت المحاولة أيضاً لفتح جبهة في الشرق من خلال تحريك جيبوتي ، وإستغلال التناحرت القبلية الموجودة على الحدود.لذلك كانت العربدة الثالثة لم تركز فقط على الشمال والجنوب بل أجريت التجهيزات لمدة ستة أشهر لجلب قوة من الخارج تشن حرب لفتح الحدود الغربية والشرقية.ليس هذا فقط، بل أُدخلت ايضاً أسلحة ومعدات أخرى عسكرية عبر الطيران في الليل وبطرق أخرى معلنة وغير معلنة ،بغرض توفير ترسانة حربية كبيرة لجيش الزمرة.كانت التجهيزات والحملات الدعائية تجري لخوض هذه العربدة ،وكان خيارنا الوحيد الإنتظار حتى تأتي،وفي الأخير بدأ الهجوم . لكن قبل هذا الهجوم وربما يمكن أن يتخذ كمكسب،ولم يكن تجهيز الزمرة في العربدتين الأولى والثانية بنفس المستوى الذي جهزت واستعدت له في هذه العربدة.لأن الإعتقاد الخاطئ لزمرة الوياني ومشغليها كان يكمن في أنه لا يوجد جيش فيدرالي في إثيوبيا ،حيث عملت الوياني على تفتيته طيلة الثلاثين عاماً .فالجيش الفيدرالي الذي كان معسكرا في الشمال كان يصل قوامه مابين 30 الف الى 32 ألف.وكان عساكر الوياني يشكلون من هذا العدد أكثر من عشرة الف جندي. لذلك كان سهلاً في ذلك الوقت تفتيت الجيش الفيدرالي في الشمال والإستيلاء على أسلحته.فالذي دفع الوياني للوقوع في هذا الخطأ هو عدم وجود جيش فيدرالي.وبالفعل إذا نظرنا للجيش الفيدرالي بالرجوع إلى الوراء،كانت الإستراتيجية تكمن في خلق نعرات قبلية لإضعاف وتفتيت إثيوبيا.فإذا سألت الوياني منذ بدايتها هل ستعيش هكذا كانت إجابتهم ،لا يمكننا أن نقود إثيوبيا إلاّ إذا قسمناها أو فتتناها.كل هذه التصرفات أوصلت بهم إلى هذا الدمار.ولهذا السبب لم تتم خلق مؤسسات حرة في إثيوبيا،لذلك لايمكن القول بأن الجيش الإثيوبي للأمن والدفاع في الشمال الذي قلت أنه يصل قوامه 32 ألف أنه كان يمتلك أسلحة وكان غير قادر للعمل بكافأة في أرضه. كان ذلك الإعتقاد الخاطئ الذي دفعهم لشن العربدة الأولى.لذلك كان خيار الزمرة أولاً القضاء على الذين إعتقدت أنهم غير موجودين ومن ثم يتم التركيز على الشمال.بغض النظر عن عددهم رفض أعضاء من الجيش الفيدرالي تسليم أسلحتهم خلال تلك العملية.قيل حينها أن جيش الشمال أصبح بين قتيل وأسير وإلى من رفض تسليم أسلحته وهناك من عاد فيما بعد إلى صفوف الجيش.
اما في العربدة الثانية وبفضل التجارب التي اكتسبها الجيش الفيدرالي، كان أكثر إستعداداً عن الفترة السابقه.لم يتوقف الوضع عند ذلك الحد، لأنك لا تسير بمحض إرادتك،
لأن خيار الحرب ليس خيارنا بل خيارهم ، وهم الذين فرضوه علينا .فنحن عبر تاريخنا وخلال الثمانين عاما لم يكن خيار الحرب في أيدينا.ولكن عندما كانوا يقرروه ويفرضوه علينا كنا نخوضه للدفاع عن أنفسنا. لذلك هؤلاء كان خيار الحرب في ايديهم وبالتالي كانوا قد أجروا تجهيزات لازمة لشن العربدة الثانية. وعلى هذا الأساس يمكن القول بأن العربدة الثانية ساعدت في إغتنام فرص كثيرة للتوعية.خاصة في إثيوبيا، وبالنظر إلى وضعها الداخلي يمكن القول بأنه ساهم في رفع الوعي وفي تحسين أساليب العمل. .تم إعلان الحرب ضد النظام الفيدرالي أو ضد مؤسسات الحكومة الفيدرالية وعلى وجه خاص ضد أرتريا .لذا كان علينا أن نقرر كيف سنعمل لمواجهة تلك المشكلة ،وما الذي يمكن أن نفعله ، بأن نحسن إسلوب عملنا، لكوننا تعلمنا الكثير من االعربدات الأولى والثانية.وقد خلق ذلك بالفعل تنسيق في العمل ،فالأمر لا يتعلق بقضايا السيادة وقضايا الأرض ، بل وإنما بان نعمل معاً لمواجهة الحرب التي فرضت علينا ، ولم تكن خيارنا. يجب أن لا نعطى الفرصة لهؤلاء الناس بأن يشنوا علينا الحروب بالإنتقال من العربدة الاولى إلى الثانية ومن ثم إلى الثالثة ، ويجب أن يستتب السلام والو ئام في هذه الأرض.ويجب أن يتم التصدي لهذه العربدات ليتحقق الوئام في هذه المنطقة.لذا يمكن القول بأن طريقة العمل التي تم التعامل بها كان لها دور وإسهام أساسي . إذا نظرنا إلى الوراءيمكن القول اننا كنا على علم بالتفاصيل الدقيقة للخطة والبرامج التي أعدوها، وبالتالي لم تكن لدينا مشكلة في أن نجري الإستعداد اللازم الذي يمكننا من مواجهتهم.لأن أصحاب الخيار كانوا هم ، ويمكننا القول بأن المسألة أمتدت لست أشهر وهم يفكرون بأي إتجاه سيهجمون وإلى أين سيهجمون وماذا سيفعلون .
كانت العربدة الثالثة في نظرنا بأنها الفرصة الثالثة لذا لا يجب إضاعتها وحتى إيقافها، ولكي نجد السلام والوئام وتجد المنطقة الوئام يجب تأديب هؤلاء.فإذا لم يتم تأديبهم سيواصلون شن الهجمات مواصلة العربدات وبالتالي ستستمر الفوضى إلى مالا نهاية،لذا يجب تأديبهم.إنهم لايعرفون قدراتهم على الإطلاق، أن ما يفكرون به حلم، وهو مجرد خيال أو اوهام.كما ان الذين يشاوروهم ويأمروهم ليسوا أفضل منهم.لأن زمرة وشنطن تعمل بإتجاه وبإتجاه أخر معهم أعوانهم .ولكن الذي يوجد في هذه المنطقة لا يعلمه أحد، ولا تعرف تقديراته.لذلك عندما قالوا إن هذه العربدة هي الحاسمة والأخيرة كانوا متيقنين بذلك حسب قناعتهم.لذلك كان علينا بأن نردع هذه العربدة التي أسموها الحاسمة والأخيرة،ويجب أن تنتهي خططهم الشريرة ، وذلك من اجل تحقيق السلام الحقيقي.فاّذا نظرنا للتطورت التي كانت على ارض الوقع بالرجوع إلى الوراء كانت تسير بشكل دراماتيكي .ليس فقط من ناحية الإستعدادات التي أجريت من قبلهم لشن العربدة،بل كانت الإستعدادات التي أجريت من الإتجاه المعاكس لمواجهة الحملة والتفكير والتنظيم الذي برز في التجربة كله ،تم في وقت قصير.وقد كانت الخسائر التي تعرض لها جيش الوياني كبيرة ولا حصر لها. لذا في اقل من ثلاثة أسابيع بدأت قيادات زمرة الوياني تبكي وتولول وكانت تستعد للهروب، لأن التطورات كانت سريعة جداً.ولكن من خيم عليه القلق بالدرجة الأولى هو ليس زمرة الوياني بل كانت زمرة واشنطن ،هي التي كانت الأكثر قلقاً.لذلك اسرعوا بما يمكن فعله لإنقاذ زمرة الوياني التي كانت تقول أنقذوني ،وتقرر بأن يجري في برتوريا إجتماع في يوم 24 شهر 10 وأرسل الجيش الإمريكي طائرة إلى مقلي حملت المتفاوضين من الزمرة إلى جيبوتي ومن ثم تم نقلهم إلى بريتوريا بطائرة أخرى ،قيل لهم حينها وقعوا على هذه الوثيقة التي أعدتها زمرة واشنطن،ربما للتغطية يمكن أن يقال بأنه كان أباسانجو وكان الاتحاد الإفريقي وما إلى ذلك.كان ليس لهم خيار غير التوقيع حيث قيل لهم وقعوا هذه وثيقة نهائية. أقول كان ذلك تكتيكاً للإعاقة ،أتخذ هذا التاكتيك للتقدم الذي كان يسير من شري إلى أكسوم وإلى عدوا وعدي قرات ومن ثم إلى مقلي.لذا كان عليهم إيقاف العربدة التي بدؤوها وليس بإمكان زمرة الوياني أن توقف غير خوض الهجوم والصراخ ولسان حالهم يقول أنقذوني.ولم يـتاخر هؤلاء ايضاً ،ويمكن التساؤل لماذا تم بهذه السرعة في برتورتيا ولماذا لم يجري في مكان أخر، ولماذا جرى مرة أخرى في نيروبي ..؟؟ . إنهم ذهبوا وقيل لهم وقعوا هذه الوثيق وصافحوا بعضهم.الأمر لا يتعلق بمسألة التعطيل فقط ،فإذا كانوا قد ذهبوا إلى برتوريا لتسليم أسلحتهم بالدخول إلى معسكرات وقيل سننظر في تطبيقه أليس من اللازم أن ينتهي ،إذن ماهي الخدعة التالية لزمرة واشنطن .فإذا أمكن إنتشال زمرة وياني مجدداً من الهاوية ويخلقون بذلك جو ملائم لهم ، ويمكن إذا أمكنهم ان يقوموا في الوقت الذي يتهيأ لهم بفعل أخر.من جانبنا لم تكن لدينا بخصوص التوقيع على الإتفاق ولم يكن رأي نقوله حتى يتم تطبيقه.إننا سنراقب تطبيقه بحذر ، لأننا الأمرلم يبلغ مبتغاه ولذلك لا يمكننا أن نقول انه خلص بحسن نية فقط.
ويمكن التحدث في أنه تم التوقيع في برتوريا ثم جاء بعد ذلك إلى نايروبي وقالوا هذا وذاك،ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما التاكتيك الجديد. فكما نسمعه يتم التفوه بأنهم جلبوا السلام بقولهم بفضل نضالنا ويتفوهون بالزيف والكذب ، لكن في الأخير ذلك يخلق عرقيل وأسباب لإطالة أمد التطبيق.
كل الأعذار منذ لحظة تنفيذها كانت تأتي من قبل مستشاري زمرة واشنطن. قيل لهم أن يوقعوا عليه ، لم يوقعوا فقط على الاسم ولكن كيف تهيئ الأرضية للخطوة التالية . لم تترك إريتريا يتحججون بأن إريتريا تقتل الناس وتنهب وانها لم تنسحب . كل ذلك يستخدم حجة للتماطل والتسويف والتأخير حتى تسنح لهم الفرصة للانتقال لفكرة اخرى ، كل ذلك نابع من عقلية واشنطن تعمل على إحداث فوضى كسباً للوقت ، حتى تتمكن من تحسين خطتك كقولهم توجد والقايت هنا ، وكانو هناك بالامس وغيره من الاعذار . . ربما لا يعرفون ، في حالهم هذا يمكنك القول إن الشخص المعتاد على شيئ لن يتخلى عن عادته ، لكن لا يوجد ما يؤدي إلى ذلك في حد ذاته. نحن الآن نتابع كيف سيتم تنفيذ الاتفاق ، سنرى ذلك على الأرض ، الآن يمكنك أن تقول انهم يجب ان يستفيدوا من هذه التجربة ويغيرون عاداتهم وسلوكهم الذي اوقعهم في مهالك ، فقد وا مئات الآلاف من الارواح ، وكذلك أعداد الجرحى ، أين هم ، وما هومصيرهم .. لا يمكنك تخيل مثل هذه الخسائر في أي حرب . فقد أعلنوا حربا وغزوًا وهجومًا بلا هدف ، وضعوا البسطاء في وضع مأساوي في النهاية حصدوا كل هذه الخسائر ، و لم يحاسب أحد على تلك الجرائم والفظائع ،سيأتي يوم يطرح فيه السؤال. نعم ، يجب أن تكون هناك مساءلة ، ويتهربون عن ذلك. بادعائهم انهم تعرضوا للنهب والسلب …!! هذه الفوضى مارسوها طوال 30 عامًا بحق شعب إريتريا . لا نهاية للمشاكل التي أحدثوها هنا ، بأي حجة سياسية يمكنك تبرير حربك هذه ؟. حتى لوكنت في مكانهم ، تقول لماذا يشنون هذه الحرب ، ما هو الهدف الذي جنوه في نهاية المطاف. هدف مشغليهم هو تنفيذ أجندتهم الإقليمية والعالمية حتى يتمكنوا من الترويج لها . لماذا لم يتغير جدول أعمال زمرة واشنطن ، انهم ليسوا سعيدًين بالوضع هنا ، لذلك عليهم أن يستمروا في خلق المشاكل. يستخدمون الوياني كعملاء إذا لم ينجزوا المهمة ، يجب جلب عميل آخر. لأنهم ليسوا راضٍين عن هذا. الوضع .
الآن الوضع والظروف العالمية تزداد تعقيداً ما ادى الى تفاقم القلق بالنسبة لهم . لقد انتهى الأمر ، واي تفكير في لعبة ثانية وثالثة غير مفيد ، بل يعد نوع من المقامرة . لا أستطيع حتى أن أتخيل ما اقدمت علية الزمرة اليت حدثت بالامس في العربدة الثالثة التي تمت بدعم من مشغليهم . قد تكون هناك افتراضات خاطئة ، صيغ خاطئة. يمكنك إحضار الكثير من الأشياء. يمكن أن يخطئ التقدير من خلال المبالغة في تقدير شخص ما ، بأنه يبالغ في قدراته وفرصه الخاصة ويقلل من مقدرة ما يريد مهاجمتها . قد يكون لديه أفكار . لكن من الناحية العملية ، يجب أن تكون قادرًا على التقييم عند حدوث مثل هذه الخسائر. إذ يمكنك أن تقول ما هو موقع هذه العربدات الثلاثة التي قامت بها وياني تقراي ومشغليها خلال الثلاثين سنة الماضية أو ما بعدها. هل سيغيرون رأيهم الآن؟ إذا قلت إنهم سيكونون مرتاحين لتنفيذ هذه الاتفاقية في بريتوريا ونيروبي على الأرض كما ينبغي ؟ …لا يوجد شيء من هذا القبيل. ربما سوف يتهربون. ويماطلون . لا توجد أرضية في تيغراي تمكنهم من لعب مثل هذه اللعبة مرة أخرى ، ولم يكن هناك من قبل لأسباب مختلفة ، لكن ماحدث بالأمس ، يعد تجربة ودرس عظيم مقارنة بالخسائر التي ألحقها بشعب المظلوم الذي اقحمه في حرب لا تخصه ولا يجب مقارنتها بأي مجتمع أو بيئة. هذا ليس بالأمر السهل في حد ذاته. لكن الخسارة خسارة. يجب أن تكون هنالك مساءلة حتى لا تحدث مثل هذه الفضيحة مرة أخرى. ويجب ان يفهم الامر في هذا الاطار . أنت لا تأخذ هذه الأحداث واحدًا تلو الآخر. ما هو / لماذا كل هذا مطلوب؟. إذا جئت إلى جانبنا ، انهم ناصبونا العداء لمدة 80 عامًا. يعلنون الحرب علينا بشكل متكرر وهو ما لا نريده. ألا يحق لنا أن نعيش في سلام كشعب كأمة !؟و لا يوجد سبب لطلب الإذن منهم. لكن أليس من حقنا ان نعيش بسلام مثل أي شعب آخر، وهل يتم ذلك معنا لأن وجودنا لايخدم مصالحهم الإستراتيجية . ما هي الحجة النهائية لسلسلة الحروب التي يصرحون بها حتى يومنا هذا ؟ ، ألا يتعلمون من فشلهم المتكرر ؟ . لا شيء يتعلمون منه. فالامر لا يتغير. انتهت الحرب الباردة. جاءت حرب الدفاع عن القطب الاوحد . بما أن مثل هذه المواقف لا تتغير لكن بشكل خاص بالنظر الى هذه الاختبارات الثلاثة الأخيرة ، من وجهة نظرنا ، الحرب انتهت. انتهت اللعبة انها ليست محادثة هادئة. لقد انتهى ، لقد انتهى. ولكن نظرًا لأن السمسار المفلس يمكنه أيضًا التلاعب عبر التهرب والاقتراض من هنا وهناك معتقدًا أنه سيحصل في النهاية على طعم ، فقد جربوا المحاولات و الاختبارات الثلاثة ، وتمكنا بصبر من الدفاع بما يستحقه. لا يمكننا أن نقول أن هذا لا يمكن أن يحدث في هذا الوقت. لا يمكننا أن ندخل في أذهانهم ونعمل على معالجة هذا وذاك. لأن العوامل التي تدفعهم تأتي تنفيذاً لرغبات مخدميهم ، ومن ناحية أولئك الذين يعملون ويدفعون. لا يمكننا القول أن لدينا هذا الضمان. لكنها كانت بالمحصلة النهائية تجربة رائعة، إذا اخذنا الحملات الثلاثة مجتمعة. وقبل كل شيء ، اكتسبنا خبرة كبيرة في التنسيق و العمل مع الجيش الفيدرالي . لقد تعلمنا الكثير منه. كما تبادلنا الخبرات الجيدة فيما يتعلق ببناء السلام في المنطقة.. لكن هذا يشكل صداعًا كبيرًا بالنسبة لهم. إنه سم !. لا يمكن أن يخطر ببالهم التنسيق و السلام بين إريتريا وإثيوبيا. كيف يستوعبونه؟ ؟ بل يفكرون كيف يعطلون ويعرقلون ذلك التوجه . لا تتوقع منهم أن يظلوا راضين بل همهم كيف تتحارب اريتريا واثيوبيا؟ ، وبذلك يكون لهم التأثير على المنطقة بذريعة لقضايا أخرى. الصومال ، السودان ، جنوب السودان هذا هو التحدي الكبير بالنسبة لهم.
سؤال : ذكرت في اجابتك التطورات في اثيوبيا و السياسات الامريكية وشركائها وتأثيرها على الاوضاع الاقليمية والدولية وتدخلاتها ، و ما مارسته خلال النصف قرن ، خاصة خلال العقود الثلاثة الماضية ، اليوم ، في فترة انتقالية حرجة ، طورت إدارة واشنطن استراتيجية أمنية دولية جديدة تقول إنها ستخدم العقد المقبل ماذا نتوقع للعشر سنوات القادمة وماهي تأثيراتها على المستوى الاقليمي والدولي .؟
- بالعودة للتجربة السابقة ، سواء في فترة الحرب الباردة او بعدها ، يأتي سؤال من الذي يتسبب في اثارة المشكلات في العالم .
اقول لاجديد في سياساتهم مهما غير وا في عناوينها ، إذ لم يأتو ا بافكار جديدة ، عندما قرروا اقامة نظام القطب الاوحد ، واثناء صراعهم مع الاتحاد السوفيتي ، وما مارسوه من اساليب ووسائل ، كل ذلك يدعونا للعودة للاساس ، انهم ابادوا شعوب امريكا الاصلية ، سواء كان في كندا وغيرها ، فسياستهم تعتمد على ابادة الشعوب الاصلية و الاستيلاء على اراضيها ، واستعباد الشعوب ، فسياستهم تعتمد على الجشع والاستيلاء على ما للاخرين بالقوة . هؤلاء الذين يثيرون المشكلات في العالم هم حفنة قليلة ، وهذه صارت ثقافتهم التي تميزهم ، خاصة انهم بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكيك الاتحاد السوفيتي ، قرروا ان يهيمنوا على العالم كقطب اوحد على امتداد ثلاثة اجيال ، ينفردون بالسيطرة على العالم اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً ، ولتحقيق ذلك وضمان استمراره يقمعون كل من يحاول منافستهم ، ومن هنا جاء مصطلح الاحتواء لديهم ، حيث انهم كانو وراء كل القلاقل والمشكلات في العالم ، وهي كما قلت ثقافة متأصلة لديهم . فهم لايوجد في قاموسهم مانطلق عليه تنافس ، لذلك لم يأتو بجديد ، بل يستمرون في نفس النهج السابق، وان عملوا على تغيير في العناوين والظروف . وبما ان روسيا وريث الاتحاد السوفيتي السابق ، وتمتلك الامكانات الاقتصادية الكبيرة والتكنولوجية المتقدمة ، قرروا احتوائها ، بحجة دعم اوكرانيا في الحرب ومعهم بعض الدول ، وهناك الصين التي برزت كقوة ذات امكانيات كبيرة ، ارادوا استغلال بحكم توفرالعمالة الكبيرة ، وتكلفة الانتاج القليلة فحولوا كل الابتكارات والصناعات في اوروبا وغيرها الى الصين ليحصلوا على الارباح الكبيرة التي تقدر بالترليونات من الدولارات من خلال التصنيع بتكلفة اقل في الصين وتصديرها للعالم ، لكنهم تفاجئوا ببروز الصين كقوة اقتصادية وتكنولوجية كبيرة خلال العقود الثلاثة الماضية، لذلك تعاملوا مع الصين وفق سياسة الاحتواء حتى لاتتمكن من منافستهم ، و عملوا على اعاقة الصين بمختلف السبل والوسائل ، وبما ان الصينيين والروس ادركوا استهدافهم عملوا على التنسيق في مواجهة هذه السياسة الجائرة .
- إن ما يقومون به في منطقة الباسفيك ، بشغل الصينيين بمحيطهم عبر اثارة مشكلات مع الهند وبقية دول الجوار وباكستان مع الهند والصين مع اليابان والفلبين وغيرها ، والكوريتين مع بعضهما وغيره ، كلها تعبر عن الافلاس . نقول ثم ماذا بعد ، والى اين تتجه امريكا ، وهل تستطيع امريكا تعويض ما تعرضت له من خسائر ، حيث عليها ديون تقدر ب32ترليون دولا ر ، إذ ينقذهم طبع عملات كبيرة لتعويض الخسارة ، وحتى اثارتهم لموضوع اوكرانيا ، و عرض وإستعراض للاسلحة ، بالنتيجة الى اين سيصل بهم الامر ..!!.
- كل سياساتهم تعبر عن مغامرات واستخدام القوة وفق قانون الغاب، وسياساتهم هذه سوف تستمر ولن تتوقف ، فبالنسبة لنا ، سوف لن يتوقفون ويتعظون ، حتى بعد فشل زمرة وياني في تنفيذ الاجندة، فإنهم سيحاولون مرات ومرات ، ومخطئ من يظن انهم يستفيدون من اخطائهم . لذلك اقول هذه هي العقلية التي تعمل باستمرار على اثارة القلاقل والمشكلات في العالم ، نحن في منطقة القرن الافريقي لانريد حروباً ، بل نحن بحاجة للتعاون والتنسيق فيما بيننا لذلك علينا التدقيق فيما وضعوه من سياسات ويقومون به ، وقراءة مابين السطور . ليس ذلك فحسب بل ، علينا الاستعداد لمواجهته والتصدي له ، ومعرفة من يعملون على تنفيذ سياساتهم ، والعمل على تعزيز وتقوية الجوانب الايجابية مهما كلف ذلك من تضحيات .
وهو الامر الذي تتعرض له شعوب العالم . بالنسبة للاخرين كيف يواجهون ذلك ، الامر متروك لهم ، لكن بالنسبة لنا نحن في ارتريا الذين تضررنا من سياساتهم هذه لاكثر من 80عاماً ، بحجة ان استقلال ارتريا لايخدم مصالحهم الاستراتيجية، وبالتالي قرروا ضغط ارتريا وظلمها ، الامر الذي قاومه الشعب الارتري وقدم الشهداء والكثير من التضحيات من اجل نيله استقلاله . الان ايضاً لن يتركوننا في حالنا ، لقد سببوا لنا الكثير من المشكلات ، بإثارة المشكلات بين كل فينة واخرى ، وبما اننا اكثر المتضررين من سياساتهم هذه ، نحن نطالب بالسلام ولانريد الحرب ، وحتى نضمن ذلك لانستطيع ان نعيش بمعزل عن الاخرين ، بل لابد من التنسيق والعمل مع الاخرين ، خاصة وان شعوب العالم الان وعت لكل مكايدهم وسياساتهم ، لذلك وحتى نتمكن من ذلك لابد من معرفة نواياهم وسياساتهم والعمل على مواجهتها ، بتوظيف كل ما لدينا من امكانيات .
نحن لانريد الحرب ، بل نطمح ان نعيش بسلام ووئام مع اثيوبيا وبقية دول المنطقة. وحتى نتمكن من ذلك علينا استيعاب وفهم عقلية واستراتيجية القطب الواحد وكيف يفكر .
علينا استيعاب هذه العقلية ، المتمثلة في النهب والظلم والاضطهاد ، عبر شركائهم ووكلائهم في اوروبا وافريقيا وبقية انحاء العالم .
لذلك لايمكن ان نفصل ما تعرضنا له من عربدة ومغامرات وياني خلال الثلاث جولات ، عن تلك السياسة والعقلية والاستراتيجية التي تتبعها واشنطن .
سؤال: سيادة الرئيس ، لقد وصفت عداء الولايات المتحدة لإريتريا خلال الثمانين سنة الماضية. في ضوء ما يسمى بالاستراتيجية الأمنية الدولية الجديدة ، هل من المتوقع أن يتغير الموقف السلبي للولايات المتحدة وعدائها المستمر لإريتريا؟
أذا اردنا ان نتكلم عن كل ذلك ,و إذا نظرنا اليه بالعودة الى الوراء فهو موضوع لانتباهى به ولكن لاتقل بأن هنالك سياسة يمكن ان تتغير ، مايثير العجب,رغم انه يقال عنهم أنهم قوى عظمى ولهم كل هذه القوة تجدهم ينخرطوا في مثل هذه الأعمال الطفولية التي لا فائدة ولا معنى لها ، أعمال لاتفيدهم هم ولاحتى الآخرين حتى انك تقول ماذا يعنيهم ذلك ؟ولماذا يستمرون فيه؟,هنا قبل بايدن وفي وجود ترامب,من الصعب ان تتوقع بأن يصحح هؤلاء أخطاءهم ,ولكن قلنا لماذا لانخاطبهم بالقول ألم تعتبروا من الثمانين عاماُ الماضية، لم يحدث أن كتبنا لهم ولكن أرسلنا اليهم مذكرة . وقد مرت ثمانون عاماً على العدائيات المستمرة ,عدائيات لا مبررمنطقي لها,فهو ليس تحليلاً ولا توقعات وإنما حقيقة وواقع فمنذ عام 1941م وحتى الآن شهدنا منهم سياسات خاطئة بإستمرار وبالرغم من فشلها على الدوام لماذا لا يدرسون منها,قلنا ربما تكون مذكرتنا تذكير بالنسبة لهم ,ربما لا أوافق على كل ماقلته أنت,فالرئيس ترامب حينها أجاب قائلاً سنعمل سوياً في المستقبل . ان ماقمنا به ليس من باب إيماننا بإمكانية تغييرهم,,ولكن من باب ربما,,من يعلم,,وماالعيب في القول لهم ..إنكم تخطئون,,فالأمر ليس لتسجيل موقف ,,ولكن من يدري,,فالقول لا ,لعمل تعتقد انه لايتغير ليس عيباُ,فهو إعتراض تقوم به بالقول ربما يكون مساعداَ,ولكن تلك التصريحات هل إستمرت بعد ذلك؟ لم تستمر . هنالك بعض المؤشرات,فهنالك جهات مختلفة تراقب الأخطاء التي يرتكبها هؤلاء خاصة في أفريقيا وفي محيطنا ,هنالك جهات لديها أحلام وفنتازيا خاصة بها، فليس هنالك شيئ تتوقعه منهم ,لا نستطيع ان نقول بان هذا العمل موجه الينا مباشرة وبالتالي ما يهمنا هو موضوعنا فقط وهم يعادوننا لوحدنازز فربما نحن في ذيل القائمة,فمن يضعوهم في مقدمة الأعداء ويسعون لمحاصرتهم والحد من نفوذهم هم كبار ونحن ربما نأتي في مؤخرة القائمة,وبشكل عام أذا قلت هل نتوقع حدوث تغيير في توجهاتهم؟ انه أمر لايمكن توقعه البتة. كيف يمكنهم ان يفكروا في ذلك,أنه لايخطر على بالهم,وهذا لايعني ان قدوم السلام والإستقراروالرخاء يأتي هكذا بغتة ، وإنما يأتي بالكفاح ضد توجهاتهم هذه. هذه التطلعات لا يمكن ان تحققها بالتمني ولا يمكن تصحيح أخطاءهم بالتعاون والمحادثات الثنائية، لايوجد شيئ من هذا القبيل ,فهذا الامر لا ينطبق علينا فقط ,أذهب وانظر الى الأوضاع في غرب أفريقيا والجنوب الأفريقي وشمال افريقيا والمنطقة من حولنا والشرق الاوسط بالتفصيل . ربما اذا وجدت مناسبة و نظرت الى فسيفساء هذا الأقليم بمعزل عن بعضه البعض فأن كل المشاكل الموجودة في محيطنا في البحر الاحمر والقرن الإفريقي وحوض النيل والخليج هي نتاج تدخلاتهم وعربدتهم. لذا فإذا رأينا الأمور بشكل عام فإن الجوار الذي يؤثر على اوضاعنا هو حوض النيل وفوق هذا وذاك القرن الأفريقي والبحر الاحمر والخليج. هذه أقاليم مكملة لبعضها البعض ,فالعلاقات الموجودة بينها على مستوى الإستقرار و التنمية متوارثة ولايمكن ان تنظر الى أحداها بمعزل عن الأخرى ,يمكن ان تنظر لأحد هذه الأقاليم بالتفصيل من الداخل ، لكن لايمكنك ان تفصله عن الأقاليم الأخرى. تسير الأمور بهذه الصورة وتعود الى نفس النقطة,لايوجد شيئ لايعكره هؤلاء ,ربما يكون لديهم وكلاء كبار او صغار , اولئك الذين يقولون انهم قوى إقليمية عظمى يخدمونهم بطرق مختلفة، حيث يعملون من أجل تنفيذ وتلبية ما يريدونه هم ,ففي مثل هذه التداخلات الإقليمية والعالمية والتغييرات الخارجية يجب أن ننتبه الى كيفية رؤية هذه الاوضاع وقراءتها هل ننتظرها أم لا ,أم نتكهن بالتطورات التي ستحدث. ولكن ما هو أفضل لنا هو التصدي لكل العوائق والعدائيات وإنهائها ومن ثم التقدم الى الأمام. ماذا فعل شعب هذه البلاد في الثمانين عاماً الماضية، لم يأتي هذا الامر صدفة وإنما أكد تصديه ليصل الى هذه الدرجة التي وصل اليها الآن. ولكن بأي إمكانات وقدرات ؟وبمساعدة من؟وبأي منطق؟لقد أكد ذلك بصموده وإستشهاده ,إذا قيمت بالتفاصيل أحداث الثمانين عاماً الماضية وبلا تفاخر، فقد مررنا بمرحلة صمود ذات طبيعة فريدة، لذا يجب ان نقوي ذلك. ولكي نقويه يجب ان ندرك ونراقب بإستمرار أفكارهم وإستراتيجيتهم وخططهم المفصلة بالتفصيل، وبمعرفة ذلك يمكنك أن تقيّم كم من الزمن سيتستمرون بإسلوب العربدة الذي كان يتبعونه ؟ ، وهذا الذي نراه في أوكرانيا الى أين سيتجه؟وأيضاً كيف سيواصلون العمل في تلك الجبهات التي يخلقونها في مناطق أخرى؟ وماهي الفائدة التي سيجنونها من تحجيمهم بعض القوى الكبرى والصغري على مستوى العالم ؟ هل تظن انهم سيستمرون دون أن يغيروا أساليبهم ونغمة تفكيرهم,الآن بعض التأطيرات تسير بصورة عشوائية,حيث انك لايمكن ان تجزم بصورة فردية بان برنامج تفعيل الناتو من جديد كان مخططاً له مسبقاً والآن يتم تنفيذه,وانما هو إسلوب عشوائي لاغير,لأنه عندما كبرت عليهم التحديات و أدركوا بانهم غير قادرين على السيطرة على المناطق التي كانوا يسيطرون عليها من قبل ، شرعوا في الترميم ,والأن موضوع اوكرانيا هو بهدف البحث عن أسباب لكي يفيدهم ذلك في إعادة التنظيم والدعوة للحشد . هل ستدخل السويد وفنلندا للناتو ام لا؟ هل الناتو موجود في حد ذاته؟ هذه محاولة لإعادة الروح لمن مات من قبل من خلال التوسع وإضافة اعضاء جدد لإلتقاط صورة كبيرة,لايوجد مايسمى بالإتحاد الأوروبي,اذا قالوا لك الإتحاد الأوروبي عاد يعمل ،قل لهم لايوجد .يمكنك تقليب الصفحات التي يعرضوها في الشاشات عشر مرات ، لايوجد لديهم شيئ جديد,لايمكن الحديث عن وجوده على الإطلاق. الآن الشيئ الجيد ونظراً لتفكك سياسة التحجيم والاحتواء بأكملها و التي أتوا بها خلال الثمانين عاماً الماضية وفق فلسفة القطب الوا حد، قد لايمكن ان تتحدث عن تغيير دراماتيكي خلال عام او عامين ،كما انه غير موضوعي ولكن الوجهة تتجه الى ذلك. وفي إحدى الاوقات سيدركون بان القوى التي ظلوا يضايقونها بهدف تحجيمها وحشرها في زاوية ضيقة ، سوف لن يتمكنوا من مضايقتها ,ربما يفكرون في أحضار إختراع جديد ، لكن بعد فوات الآوان، والطريق الذي يسلكونه الآن سيقودهم الى الهاوية . ولكن لايمكن ان تقول بانهم سوف لن يجربوا طرق أخرى ,ان تفكيرهم إبان مرحلة الحرب الباردة ولت بعد ان قضت أيامها ,وظنوا انهم وجدوا فرصة جديدة ليجعلونا في عجلة من أمرنا خلال الثلاثين عاماً الماضية، ولايمكن ان تقول أنهم لن يكرروا هذه المحاولة مرة اخرى. حينها يجب ان تقول ماذا سنفعل ؟ ، وماذا سيفعل من يشبهوننا ؟ وماذا سنفعل بشكل جماعي إزاء ذلك ؟ . يجب ان لانتوقع بانهم سيغيرون أساليبهم ,ويأتون بشي جديد لان هذه الحالة هي حالة مرضية إستقرت في عقولهم ونفوسهم ولايمكن ان تعتقد بان هذا المرض له دواء شافي.
سؤال:حسناً سيادة الرئيس كما ظللت تتحدث عنه بإستمرار لم يكن يوجد نظام عالمي منصف وعادل يتقيد بالقانون وبيئة تنافس صحيحة,ومايحدث في هذه الآونة وخاصة فيما يعرف بشكل عام بجنوب العالم تتعالى الاصوات المنادية بنظام عالمي حديث وعادل يترجم تطلعات الشعوب ،كيف تبدو التوجهات المستقبلية لهذه التطورات؟ماهي رؤية وتوجهات إرتريا في هذا الاوضاع الراهنة؟
المسألة ليست مسألة الجنوب فقط,فحسب المصطلحات القديمة ،فأن مايطلقون عليه العالم الثالث لايمكن ان تقول بانه يضم فقط امريكا اللاتينية- آسيا – أفريقيا ,حيث ان صورة العالم تغيرت ، الآن اذا نظرنا للامر بشكل عام من أعلى ,فإن الحلف او الشراكة التي خلقت بين روسيا والصين ليست خيارهم هم فقط ، وإنما هي صداقة نتجت بسبب ممارسات اولئك الذين يحاولون الإضرار بهما . فهو نتيجة ولم يتم وفق بحث أو خطة مسبقة حيث من الصعب أن تقول بأن هذه الشراكة جاءت برغبتهما او بمبادرتهما الذاتية، ولكنك يمكن القول بأنها جاءت بسبب التهديدات والقيود التي تنفذ ضدهم,وهاهم يقتربون من بعضهم البعض.
كيف يبدو ماستفعله هذه الدول روسيا والصين والهند وغيرها من الدول الصغيرة على مستوى العالم. هنالك شيئ لم يتضح لنا جيداً,هل اليابانيون راضون بسياسة زمرة واشنطن ، وهل هي مربحة لهم ،و كيف سيعيشون مع محيطهم في صراع مستمر؟ ، وهل سيواصلونه؟ ، هل تستطيع ان تواصل كوريا الجنوبية كما هي ؟. هل سيتواصل النزاع بين كوريا الشمالية والجنوبية كما هو ؟ ، اما إستراليا ولكي تدخل في ذلك يمكنها أن تحرك تلك النزاعات,كما ان تجميع دول استراليا واليابان وكوريا الجنوبية والهند لتكوين رابطة جديدة في تلك المناطق ليس له قبول في الجنوب .
واذا نظرت للامر على مستوى الشعوب بعيداً عن القوى السياسية والحكومات.نجد ان الإنسان يريد الإستقرار والرخاء لان هذه الإضطرابات المستمرة لم تجلب له شيئ سوى صناعة القلاقل. ياترى ماذا قدموا له ,لايمكن ان تقول البشر ليس لهم عقل ولايعرفون ولايقرأون التغيرات الإستراتيجية بعمق ، ولهذا السبب سئم الناس ذلك، فبالرغم من عدم وجود مايرسخ الوعي في الناس كما كان في زمن الحرب الباردة الا ان التطورات التي تظهر من حوله في هذه الآونة جعلته يضجر ولايمكن للشعوب ان تتحمل مثل هذا الاسلوب والتصرفات . واذا نظرت الى الامور حسب المناطق ,فبعد قرب إنتهاء الحرب الباردة ومن أجل ان يقوموا بإنهائها وبلاخجل شرعوا في خلق كيانات تخدم مصالحهم، فإذا قيل لك من صنع القاعدة في أفغانستان زمن نجيب الله وغيرهم من أجل محاربة الإتحاد السوفيتي المنعوت حينها بالشيوعية واللادينية هم ذات الجهات التي تثير القلاقل. من صنع داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية المختلفة ؟ وكيف تم الأتيان بها وفي أي أجواء خلقت. هذه التنظيمات خٌلقت في الثلاثين عاما الماضية مع ظهور نظام القطب الأحادي سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، وأن الدماروعدم الإستقلال الذي خلفه ذلك ليس بالقليل خاصة في محيطنا بغض النظر عن التظاهر الذي يقومون به لمحاربة الإرهاب ، حيث انهم هم من صنعوا هذه التنظيمات ، ولهذا السبب ,إذا سألت من هو الضحية؟ نجد ان الضحية بإستثناء ماحدث في الحادي عشر من سبتمر هو جنوب العالم أي العالم الثالث ، بما في ذلك الجوع الذي يأتي بسبب سياساتهم، حيث ان المشاكل التي خلقوها في المجتمعات لا حدود لها. التخلف هو احد التحديات الكبيرة لشعوب هذه المنطقة,أي شعوب الجنوب,ان المتضرر الأول من الإستراتيجية العالمية لزمرة واشنطن هي هذه الشعوب,فعندما تأتي الي أفريقيا اليوم نجد ان تعداد سكانها هو 1.2 مليار ,وعندما يتضاعف هذا العدد في الغد على ضوء معدل النمو ماذا سيحدث ياترى , وماذا ستأكل هذه الشعوب ، وكيف ستتصدى لتلك الإضطرابات التي يحدثونها هم، فالوعي اخذ يزداد على ضوء ذلك ، هل هو منظم ام لا، هذا موضوع آخر .الأوضاع الموجودة في أمريكا اللاتينية يمكن رؤيتها بالتفصيل,حيث يخلقون المشكلات بين الدول بين الحين والآخر بإنشاء معسكر هنا وحامية هناك، مالذي تجنيه هذه الدول من ذلك سوى إستغلال القوى البشرية. وحتى إذا أضفنا الهند نجدها تسير على ذات المنوال.
نظراً لحالة التشرذم التي تعاني منها دول الجنوب وعدم حصولها على فرص التنمية و فقدان شعوبها القدرة على الاستمتاع بمعيشتها وحياتها وغيرها من المشكلات تمكنت من الوعي بحالها بشكل طبيعي. فالمعيشة هي التي تحدد ذلك,حيث يتساءل المرء قائلاً لماذا تناولت العشاء هنا ؟لماذا اجوع؟ لماذا أعاني من الأمراض؟لماذا….
ولرؤيته للأمور بالمقارنة مع أخرى تتضح لديه الرؤية، لذلك يجب ان يأتي تغيير عالمي حديث يفضي الى نظام عالمي جديد,فإذا لم نقل ان هنالك كفاح واعمال تتم بتأطير وتنظيم ,الا نه ونظراً لتنامي الوعي في الجنوب فإن معظم القوى الرافضة لتلك السياسيات الظالمة موجودة في الجنوب ، وهذا لايعني انه صقل أو أدرك الامور أكثر غيره ، لكن الاوضاع السائدة لديه لاتتيح له خيارات أخرى، فإزالة العوامل التي تعكر صفو حياته ليس عيباً وانما نتيجة طبيعية. الوعي في الجنوب يزداد بإستمرار,ربما إذا نظرنا الى النشاط الدبلوماسي الاخير أي مبادرات أوروبا وزمرة امريكا كعقد مؤتمر افريقيا – امريكا في واشنطن بهدف جذب محبة الافارقة، كيف تحاول الغش والخداع وانت تقضى على حياة الناس,. ولكي تكسب الشرق الاوسط والخليج العربي تعقد إجتماعاً في الرياض، وكيف تتوقع ان تسمع في النهاية، وحتى الدول التي كانت لديها مجموعة او سرية في زمن إنقسامات الحرب الباردة باتت تتجه نحو القول كفاية صراعات وتشرذم. وإذا نظرت الى هذه الامور مجتمعة ينبغي ليس نحن فقط وإنما الجنوب أيضاَ ان يخرج من نمط الحياة التي يعيشها الآن ، لايمكنك التقليل من شانه بالقول لايفكر، او لم يجد من يقوده ، لم يجد فرصة لذلك. فمع الزمن من يقول لا لإسلوب الهيمنة والسيطرة في العالم ، وهو الجنوب بسبب الأوضاع ومسبباتها. وهنا يمكن ان نقول كيف تبدو درجة التاطير، فحتي القوى العالمية الكبرى والقوى الإقليمية لا اعتقد ان لديها خيار سياسي آخر يتيح لها العمل سوى ذلك ، وعندما يقال لك بأن وفود اوروبية قدمت الى أفريقيا لكسب الجنوب يشير الى انهم باتوا يرون مشاعر شعوب الجنوب ويعرفونها وهو خداع هزيل ,قل لهم أبحثوا عن مغفل آخر حتى يصدقكم.